الاثنين، ١٧ ديسمبر ٢٠٠٧

والد محمود البدوى عمدة القرية

والد محمود البدوى عمدة القرية


تولى أحمد العمدية عام 1905 ، وكان فى الثامنة عشرة من العمر ، ويقتضى الأمر تزويجه ، وكانت والدته على صلة كبيرة بالأسر الطيبة فى جميع أنحاء قرى ومديرية أسيوط ، فاختارت له بنت عبد المنعم التونى عمدة إتليدم، وكانت هذه القرية آخر حدود مديرية أسيوط (حاليا تتبع القرية محافظة المنيا) وبدون أن يرى العروس ، أتمت الأم إجراءات الزواج ، وقام العمدة بتشييد مسكن الزوجية أعلى بيت الضيافة الملحق بمقر العمدية ويتم الصعود إليه من خارج السور المحاط بالمقر "لا زال موجودًا حتى الآن" .
زواجــــه :
وفى اليوم المحدد لوصول العروس مع والدها إلى قرية الأكراد ، كان العمدة "العريس" يجلس وبصحبته المهنئين وأخوات والدته (أخواله) وامتلأت المضيفة بالمهنئين وقبل الغروب سمع الفلاحون نقرًا شديدًا بالدف آتيا من بعيد، والنساء تزغرد والمزامير تزمر ، فقد كانت العروس آتية فى موكب مهيب ، وتركب عربة مزدانة تجرها الجياد ، والرجال حوله حاملين المشاعل ، وترقص الخيل على وقع الدف والرجال يلعبون لعبة التحطيب ، والرصاص ينطلق من جميع أنواع البنادق ، وأتى الفلاحون من البلاد المجاورة والفرحة تغمر الرجال والنساء والأطفال كأنه يوم عيد ، وعم الفرح كل بيت فى القرية فقد كان العمدة محبوبا من الجميع .
وصل الموكب وتوقف أمام الدار ، واستقبلت العروس ووالدها ومرافقيها بالمودة والترحاب ، وازداد سرور الأهل والأقارب ، فقد كانت فى هيئة تدل على الأصل الطيب وأنها نبتت وتربت فى بيت كريم .
كادت أم العريس تجن من الغيظ حينما شاهدت الموكب على تلك الصورة ، كانت تتوقع أن يتم الزواج من غير احتفال ، لأن الأب لم يمض على وفاته غير أشهر قليلة ، وخشى أخوات الأم وهم من قرية الطوابية ــ قرية قريبة من الأكراد ــ أن تثور حينما تسمع وترى الطبل والمزمار والرقص على الجياد ، والأسرة لازالت فى فترة الحداد ، فقاموا بإدخالها إحدى حجرات الدار ، وأغلقوا عليها الباب إلى أن ينتهى الفرح ، ومرت الحفلة بسلام .
ويقول محمود البدوى فى حوار له نشر بمجلة أسرتى الصادرة فى 31 يناير سنة 1981(1) " ولدت أمى لأب صعيدى غنى ومن أسرة معروفة ، وكان من الأعيان المتنورين ، وهو عبد المنعم التونى .. وكان يملك مساحة كبيرة من الأرض تبلغ 800 فدان ، فجعلته يبنى لنفسه قصرا فى أوائل هذا القرن فى قريته إتليدم مركز ملوى مديرية أسيوط ــ وتتبع اليوم محافظة المنيا ــ إستورد لها الرخام والزجاج الملون من إيطاليا " .

هناك تعليق واحد:

usama يقول...

ماشاء الله تبارك الله