الاثنين، ١٧ ديسمبر ٢٠٠٧

والد العروس

والد العروس

كان والد العروس يرسل إليها فى موسم جمع ثمار الفاكهة مركبا شراعيا كبيرا محملا بثمار الفاكهة من نتاج بساتينه وأشياء أخرى ، ويجىء إلى القرية صباح يوم وصول المركب ، ويجلس مع العمدة أمام الدوار ، وحينما يشاهد المركب ترسو بالمرساة ــ مكان قريب من الدار ــ يرسل الخدم والخفراء والعبيد إليها ويحملون حمولة المركب حتى باب الدار (لا يستطيع أحد من الرجال الولوج من باب الدار إلى داخله ) ثم تقوم النساء بحمل الأشياء إلى صحن الدار ، وبعد الإنتهاء من تفريغ حمولة المركب ، ينصرف والد العروس، وتترك العروس لأم زوجها (حماتها) توزيع هذه الأشياء على الفقراء من أهل القرية والقرى المجاورة لها ، وإذا تصادف وصول المركب فى زمن الفيضان ، فكانت ترسو بالقرب من الدار ويتم تفريغ الحمولة فى الزوارق الصغيرة ، والوصول بها حتى باب الدار (كان فيضان النيل يبلغ ذروته فى شهر سبتمبر من كل عام ويغرق الأراضى والمياه تحيط بمنازل القرية ، ولذلك كانت الزراعة الغالبة فى تلك المنطقة من الصعيد هى القمح بعد إنحسار مياه الفيضان ، وأحسن أنواعه تزرع فى جزيرة الأكراد وكان ذلك قبل بناء السد العالى ) .
أصبح أهل القرية حينما يشاهدون والد العروس جالسا مع العمدة ، يعرفون أن المركب المحملة بخيرات بساتينه آتية ، ويسرون لهذا ، ويشيع الخبر فى القرية ، وأطلق أهل القرية على العمدة وآل بيته اسم البدوى واشتهرت الأسرة بهذا الاسم .
ويقول محمود البدوى(1) : "والحب الذى كانت تغدقه أمى على أولادها وابنتها .. كانت تغدق مثله على الآخرين .. ويكفى أن أباها الثرى حينما كان يرسل إليها هداياه فى المناسبات وغير المناسبات ، وكانت فى حجم حمولة مركب شراعى كبير يسير فى النيل فى ترعة الإبراهيمية بين القريتين اللتين تقعان على النهر .. أى إتليدم والأكراد .. كانت أمى توزع أغلب الهدايا على نسوة القرية " .

ليست هناك تعليقات: