الاثنين، ١٧ ديسمبر ٢٠٠٧

كلية الآداب

كلية الآداب

نجح محمود فى إمتحان البكالوريا والتحق بكلية الأداب بالجامعة المصرية إبان عماده الدكتور طه حسين لها ، وقام بتأجير أول مسكن مستقل له بشارع الأمير بشير بالحلمية الجديدة وتقوم على خدمته إمرآة شابه مات عنها زوجها فى حادث ، وكانت فى خلال الفترة الموجوده فيها بالبيت لتسويه فراشه وتنظيف الشقه وطهى طعامه ، ترسل شعرها وتلبس الروب ، وبعد أن تقدم له قهوة العصر قبل أن يخرج ويذهب إلى دار الكتب تنصرف إلى بيتها (كان محمود يجعلها تحس بأنها سيدة البيت وليست خادمة)

* * *

جاء والده من الريف لحضور مناسبة من المناسبات ، ونزل عليه للاقامة خلال فتره وجوده بالقاهرة ، وجاءت الخادمة تقدم الشاى للاب ـ وكان ذلك من سوء حظ محمود فإن هيئتها بالصورة التى ذكرتها لا توحى بإنها مجرد خادمه ـ وصعق الاب لرؤيتها فإنه ما كان يتصور أن فى بيته إمرأه ، وحاول محمود بشتى وسائل الإقناع أن يقنع الأب بأنها إمرأة فقيرة ومسكينه ولا عائل لها بعد وفاة زوجها وأنها لا تعدو وأن تكون خادمة ـ كان يهاب والده ويخشى من غضبه ويرتعش من عمل أى شئ لا يوافق رغبته ـ ولكن الأب طلب من إبنه وبحزم عدم وجودها وعليه أن يبحث له عن خادم .



لم يشعر محمود بأى حب للجامعه ، فقد غمره تيار الأدب ، وكان يجد لذته الكبرى فى القراءة والاطلاع ليزيد من ثقافته وليوسع مداركه فاستغرقت كل وقته ، وكان يشعر بالغبطة والسرور والرضى النفسى كلما قرأ شيئا ، ويؤلمه عدم وجود الفراغ ليقرأ أو ليطالع من الكتب ما يشاء ويرغب ، فأصبح لا يذهب إلى الجامعة إلا قليلاً ثم إنقطع كلية عنها .
ولم يرغب فى أن يكون عالة على والده فى القريه فيطعمه ويكسيه ويصرف عليه بعد أن شب وأصبح رجلاً ، ولم يكن من السهل عليه أن يتبطل ويعتمد فى معيشته على ما يرسله له والده من نقود ، وقرر أن يفعل شيئاً ، وأن يخطو خطوة عمليه ، فاتجه إلى الوظيفه كغيرة من الشبان وترك الدراسة بالجامعة .

يقول محمود « التحقت بكلية الآداب ولم اكمل المشوار لأننى إنتقلت إلى كلية الحياة وهى أرحب ولاشك من كلية الآداب
(1) ولم آسف على ذلك قط» .

ويقول صديقه الناقد علاء الدين وحيد تحت عنوان مأساة حب فى شباب محمود البدوى(2) " كان قد ترك الجامعة ـ كلية الآداب ـ فى عمليه رومانسية تستشعر ضرورة رفع الاثقال عن الاب فى المصاريف"

ولكن الناقد رجاء النقاش يقول بمجلة الشهر عدد يناير 1959 تحت عنوان القصاص الشاعر "عرفت من بعض المتصلين به أنه أصيب بصدمة عاطفيه فى مطلع حياته وهو طالب فى الجامعة ، وقد أدت هذه الصدمة به إلى أن يترك الدراسه بل ترك مصر كلها وسافر لفترة إلى أوربا ، وكان لديه بعض المال فصرفه كله على هذه الرحلة التى أراد بها أن يجرب وينسى .. وربما تكون هذه التجربه هى السبب فى إنطوائه وعزلته"


ليست هناك تعليقات: