الاثنين، ١٧ ديسمبر ٢٠٠٧

حياة ومعيشة العروس فى القرية

حياة ومعيشة العروس فى القرية


فى بداية حياة العروس الزوجية ومعيشتها فى القرية ، سمعت صراخ وعويل طفل لم يبلغ الثامنة من عمره ، فنظرت طفلا متسخا وممزق الثياب يقف فى الساحة أمام الدار يبكى ، وتفطر قلبها حزنا عليه ، فأرسلت الخادمة وجاءت به إليها ، ووقف الطفل بين يديها وعلمت منه أنه أتى من قرية مجاورة مع أبيه وأمه إلى جدته بالقرية ، وانصرف أباه من مدة طويلة ولم يعد ، وتصادف اليوم أثناء مروره على الجسر أن شاهد أولادًا يلعبون ، فوقف يشاهد ، فنهروه ، فلم ينصرف ، فضربوه .
أرسلت العروس الطفل مع الخادمة فنظفته وأطعمته ، وبعد أن زال غمه وكربه صرفته على أن يعود إليها فى اليوم التالى .
أعطت العروس الخادمة نقودًا وطلبت منها أن ترسل أحد الخدم إلى السوق لإحضار قماش لتحيك للطفل ملبسًا ، ولكن الخادمة أخبرتها أن بالقرية الكثير من أمثاله ، فأزادت (كان الأطفال بالقرية يلعبون فى الطين وثيابهم ووجوههم ملطخة بالوحل) .
جاء الخادم بالقماش ، فحاكت العروس الجلاليب للصبية والبنات "ماكينة الخياطة كانت من بين جهاز العروس" وأرسلت الخادمة لتوزيعها ، وعندما علمت أمهات الأطفال بصنيعها ، إزدادت سعادتهن بها والتفوا حولها معبرين لها عن حبهن وإمتنانهن وتقديرهن لها .
وأصبحت سيرتها الحلوة على لسان أهل القرية .
كانت العروس تمتاز بالذكاء المفرط ، فلم تنس واجبها نحو بيتها ، فبالرغم من وجود الخدم بالبيت ، إلا أنها كانت تشعر بسعادة غامرة وهى تطهو بنفسها الطعام ، فلم تعامل الخدم على أنهن من طينة غير طينتها ، فأحبوها وأخلصوا لها ، فقد كانت فى الطهى وصناعة الحلوى لا ضريب لها ، واستطاعت بعقليتها المتفتحة أن تجمع حولها أخوات زوجها ونساء العائلة ، وعلمتهن ما تجيده من فنون الطهى وحياكة الملابس ، وأصبحن يترددن عليها فى الوقت الذى يبصرن فيه بزوجها فى مقر العمدية أو يطوف بالقرية .

ليست هناك تعليقات: