الاثنين، ١٧ ديسمبر ٢٠٠٧

الإبنة الأولى

الإبنـــــة الأولى

يحرص محمود على راحة زوجته وجلب المتعه والهناء لها ، فكان يذهب معها إلى الإسكندرية من حين إلى حين لتزور أهلها ويقضيا هناك أياما ، وحينما كانت زوجته فى الشهور الأخيرة من الحمل ، رافقها إلى والديها لتكون بينهما وبين أخواتها ولتضع هناك أول مولود لها ، وظل يتردد عليها ويخرج معها للنزهة ، ثم يتركها فى وقت متأخر من الليل ويذهب إلى الفندق للمبيت فيه (رغم أن والدها مقيما بفيلا مكونة من ثلاث طوابق فى منطقة مصطفى باشا ، ولأنه بطبيعة تكوينه لا يحب أن يثقل على أحد حتى ولو كان عمه أب زوجته)ويأتى إليها فى صباح اليوم التالى مدة وجوده بالإسكندرية ، وحينما يتركها ويعود إلى القاهرة لظروف عمله ، كان يتصل بها بالتليفون فى الساعة السادسة والنصف صباحاً قبل الخروج إلى عمله
(1)

فى اليوم الذى شعرت فيه زوجته بأنها على وشك وضع حملها كان موجودًا معها وطلبت منه أن لا يتركها وحدها ، وظل بجوارها ، وفى الساعة الحادية عشر مساء أحست بآلام الوضع ، فأيقظ والدتها من النوم وقام بنقلها إلى المستشفى اليونانى (حجز لها جناح طوال مدة إقامتها بالمستشفى) وأنجبت أول مولودة لها يوم الأربعاء 21 سبتمبر 1949 وسماها ليلى ، وظل مقيما معها بالمستشفى مدة عشرة ايام وفى أثنائها ذهب إلى شركة نادلر للحلويات وجاء بعلب الملبس ووزعها على المرضى والممرضات والعاملين بالمستشفى الذين قاموا باحياء حفل السبوع للمولوة ، وحينما رجعت زوجته بالرضيع إلى البيت ذبح محمود الذبائح وقام بتوزيعها وظل فترة من الزمن على ذلك حينما يحين موعد عيد ميلاد إبنته .

كثيرا ما كان يصطحب زوجته وإبنته إلى الإسكندرية وبعد زيارة والدى زوجته يصطحبهم إلى الكابينه الخاصة على البحر بمنطقة جليم ، ويلبس المايوه ويجلس على الشط مدة وينطلق يعدو فى نشوه وتجرى إبنته وراءه كالجرو الصغير ثم يحملها على كتفيه وينزل بها الماء وهى فرحة جذله ويخرج بها على الشط ، وفى الكابينه يسلمها لأمها ويعود ينزل البحر ويغطس فى الماء ، وبعد قضاء النهار يصطحب إبنته وزوجته للمبيت فى الفندق




صورة محمود البدوى وإبنته ليلى وزوجته بالكابينة بمنطقة جليم

ليست هناك تعليقات: